وا مصيبتاه لو أنه قيل لنا ذلك الذي تحدث عنه الحسن البصري , اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وتقبل أعمالنا يا الله
2 مشترك
وقفات في بداية العام الهجري
TheSpectacular- عضو مميز
- تاريخ التسجيل : 07/12/2009
المزاج : إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة :.: فإن فساد الرأي أن تترددا
- مساهمة رقم 1
رد: وقفات في بداية العام الهجري
الشيخ ماهر ابو عامر- عضوية خاصة
- تاريخ التسجيل : 03/12/2009
الموقع : www.bonianmarsos.7olm.org
- مساهمة رقم 2
وقفات في بداية العام الهجري
وقفات في بداية العام الهجري
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد /....
فإن من فضل الله علينا أن أمهلنا لعام أخر و أملى لنا كي نرجع إليه ، فنحن نودع اليوم عاما ، ونستقبل أخر ، نودع عاما بحسناته وسيئاته ، بتقصيرنا و تفريطنا ، بخيرنا وشرنا ، ونستقبل عاما ينادينا ... يا ابن أدم : أنا عام جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمي فإني لا أعود إلى يوم القيامة .
إن التاجر الناصح هو الذي يعد دراسة شاملة في بداية صفقته ويعد كشف حساب في نهايتها ليرى أين مواطن قوته وربحه ، و أين مواطن ضعفه وخسارته ، هذا في أمر الدنيا .. أما في أمر الأخرة فإننا نحتاج إلى محاسبة للنفس قبل الحساب ...
في ذلك اليوم العصيب الذي { يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد }
في ذلك اليوم الذي يشيب فيه الوليد ويصيح فيه أطهر الناس ، وهم الرسل و الأنبياء ( يا رب سلم ، يا رب سلم )
في ذلك اليوم الذي تنطق فيه الأرض { يومئذ تحدث أخبارها }
في ذلك اليوم الذي يحشر الناس فيه عراه حفاه غرلا على صعيد واحد ، في ذلك اليوم تتنزل فيه الشمس على قدر ميل من الرؤوس حتى يعرق الناس فيبلغ عرقهم في الأرض سبعين ذراعا ، ويلجمهم حتى يبلغ أذانهم .
في ذلك اليوم يحاسب الناس على ما قدموه في الدنيا ، وما طبقوا من الهدف الذي خلقوا من أجله ، يحاسبون حسابا دقيقا لا يخطر على بال الإنسان ، فيقول عندما يرى كتابه ملئ بما لا يتوقع { مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها } حتى الذرة يسأل عنها { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شر يره }
عن مما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة سؤاله عن أربع ، كما روى الترمذي وصححه الألباني .... أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن علمه ما عمل به ، وعن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه }
و إن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة .... كما روى أبو داود في الحديث الصحيح .
أنه صلى الله عليه وسلم قال { إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة ، يقول ربنا لملائكته : انظروا في صلاة عبدي ، أتمها أم نقصها ؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة ، و إن كان انتقص منها شيئا قال : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فإن كان له تطوع ، أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ، ثم تؤخذ الأعمال على ذلك }
وتشهد الجوارح والجلود على صاحبها وهي تعلن قائلة { أطقنا الله الذي أنطق كل شيء }
فمن أرد أن ينجو من هذا الخزي و السؤال يوم القيامة ، فليحاسب نفسه في الدنيا قبل حسابها في الأخرة ، ذلك ما ذكرنا به الله سبحانه وتعالى عندما قال { يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد }
وها هو ذا الفاروق رضي الله عنه يفه هذه الآية فهما دقيقا ويقول لرعيته : ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، وتزينوا للعرض الأكبر )
هكذا كان دأب الصحابة جميعا رضي الله عنهم لشدة خوفهم من السؤال يوم القيامة .
يقول عامر بن عبد الله رضي الله عنه : ( رأيت نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتهم فحدثونا أن أحسن الناس إيمانا يوم القيامة أكثرهم محاسبة لنفسه )
وجاء جيل التابعين ليكرر ما فعله الرعيل الأول ...
فهذا الحسن البصري : يبكي في الليل حتى يبكي جيرانه ، فيأتي أحدهم إليه في الغداة يقول له : لقد أبكيت الليلة أهلنا ، فيقول له : ( إني قلت .. يا حسن لعل الله نظر إلى بعض هناتك فقال : اعمل ما شئت فلست أقبل منك شيئا )
بهذا الحس كانوا يعيشون ، وبهذا العمق الإيماني كانوا يهنئون ، عرفوا ما يريد منهم ربهم ، فكانوا مصاحف متحركة ، وكان الواحد منهم ألف منا ويزيد ، فإذا أردنا أن يعاد لنا المجد والسؤدد ، فلا مناص من اقتفاء أثارهم ، فهل نحن فاعلون ؟ .. هذه هي الوقفة الأولى .
يتبع ،،،